نظرة عامة على إطالة وتقويم الأطراف

 

بقلم الأستاذ ساربجيت سينج

   
 

ذكر كلاً من كودفيللا في عام (1905) وماغنوسيون (1908) أول وصف لإطالة الأطراف في الأدبيات.
ومنذ ذلك الحين قام الكثير من الجراحين بمن فيهم أومبريدانني (1913)، وبوتي (1921)، وآبوت (1927) بإطالة الأطراف باستخدام تقنيات مختلفة وبدرجات متفاوتة من النجاح. وكان بوست ولارسن (1930) أول من أنجزا إطالة فخذين بطريقة داخلية بعد إنشاء كسر جراحي باستخدام المنشار الكهربي أو منشار جيجل.

في عام 1936، أفاد اندرسون عن عدة ابتكارات لإطالة الفخذين بما في ذلك استخدام الأسلاك المثبتة بالجهاز تحت التوتر وتقنيه الشق الجراحي الجلدي.

ومن عام 1970 إلى عام 1990، أصبحت طريقة فاغنر للإطالة أكثر شعبية من طريقة أندرسون بين أكثر أطباء عظام الأطفال. وانطوى ذلك على ثلاث مراحل تقنية سريعة للتشتيت السريع لـ 2مم يوميا لتطعيم وتصفيح العظام مع إزالة المثبتات.

 

الأستاذ ساربجيت سينغ يحضر مؤتمر في ليكو إيطاليا
 

بيد أن الأستاذ يليزاروف من كوغان النائية في سيبيريا هو من أدخل في أوائل الخمسينات مفهوم تكوين العظام محليًا مع الحد الأدنى لإجراءات الفتح الجراحي. وتم وضع المصطلح يليزاروف، وهو مصطلح تكون العظام بالتشتيت لوصف تكوين العظام بين أسطح عظمية تنفصل تدريجيًا.
كما عمل في منطقة معزولة نسبيًا من العالم باستخدام تكون العظام بالتشتيت لمعالجة مجموعة متنوعة من الحالات العضلية الهيكلية وإعادة بناء العظام من عيوب ما بعد الحوادث التي تسبب تقصير وتشوهات هي أوسع تطبيق لأسلوبه. وقد استخدم نقل العظام لإنقاذ العديد من الأطراف التي لولاها لكانت بترت بسبب الالتهاب في العظام غير الموحد أو فقد العظام بشدة. وفي وقت لاحق، استخدم يليزاروف هذه الطريقة لإطالة الأطراف فيما يزيد على 15 إلى 30 في المائة. وقد نجح في إطالة العديد من الأقزام.

 

وخلال عمليات إطالة الأطراف، تنمو أيضًا الأنسجة اللينة بما في ذلك الأعصاب والأوعية الدموية للعضلات استجابة لإطالة العظام. ويكون العظم الجديد طبيعيًا والمرضى يمكنهم المشي أو الجري في النهاية.

وقد أدى نجاحه طبيًا إلى انتشار عمله في البداية في بلدان الكتلة الشيوعية. وبحلول عام 1981، قامت مجموعة من جراحي العظام الإيطاليين بالاستفادة من أسلوبه ونشره في الغرب.

وقد وصلت هذه التقنية إلى آسيا منذ أواخر الثمانينات. وفي بعض البلدان النامية في آسيا، فإن حالات الإصابة غير المتحدة والتشوهات الخلقية هي الأعلى مما أسفر عن خبرة واسعة في أسلوب يليزاروف. كما استخدمت تقنيات متقدمة لإطالة الأطراف وإعادة بناء العظام للتقزم والإصابات والأورام والاستبدال على نطاق واسع في البلدان الأكثر تقدمًا في آسيا.

وهذه العملية يمكن أن يتم إجراؤها لكل من الأطفال والكبار للتناقض في أطوال أطرافهم وتشوهاتها. وقصر أطراف الأطفال يزيد العرج، والانحناء الجانبي الشاذ الثانوي في العمود الفقري، والزيادة في بذل الجهد والمشاكل النفسية. وعندما لا تعالج الحالة ومع البلوغ يمكن أن تتطور وتظهر آلام الركبة المعاكسة وروماتيزم الورك والظهر المزمن.

وفي الأطفال، نستخدمها عمومًا في حالات قصور الاتصال الفخذي، والتشوهات الخلقية (غياب كلي أو جزئي) التي تؤثر فقط على أقصى منتصف عظمة الساق ، والضمور الخلقي وعيوب نمو الصفائح أو التضرر بسبب الحوادث يمكن أن يسبب الإصابة بالقصر مع عاهة تستدعي العلاج.

وفي الكبار هناك مؤشرات لإطالة الأطراف تشمل التشوهات الهيكلية والتقزم والضمور الوراثي لعظمة الساق، وقصور ما بعد الحوادث وشلل الأطفال. ويتم أحيانًا إجراء عمليات لإطالة الأطراف العليا في العضدين والإبهام.

والمؤشرات الأخرى لتقنية يليزاروف تشمل تصحيح التشوهات وعدم الالتئام. ويمكن القيام بذلك بشكل حاد أو بالتصحيح التدريجي. ونقل العظام أمر شائع لعلاج عدم الالتئام. ومع المصابين بعدم الالتئام، من الممكن استئصال قطاعات كبيرة من العظام المصابة وإعادة بناء الجزء المختل بواسطة نقل العظام.

وقد تم استخدام هذا الأسلوب أيضا لإعادة بناء القدمين في مجموعة متنوعة من الحالات ومنها تشوه باطن الأقدام المهمل، والتشوهات المركبة للقدم، الإيكوينوس، والكاحل والنقل الجراحي المؤقت للمفصل وإطالة عظمة القدم. والنتائج طيبة ويمكن للمريض أن يمشي على قدم من نوع بلاستيكي.

وطريقة يليزاروف ممتازة أيضًا لعلاج الكسور الحادة غير المستقرة مع فقدان العظام الكبير. وقد أسفرت عمليات كسر عظم القصبة مع استخدام الحد الأدنى من الفتحات الجراحية ومسامير التثبيت الخارجية عن نتائج جيدة من حيث التئام العظام وحركة الركبة.

إن إطالة القامة القصيرة لها أهمية خاصة. وهؤلاء المرضى هم مجموعة خاصة مطلوب فيها تقييم دقيق لأزمتهم النفسية قبل الجراحة. والمبادئ التوجيهية لأدنى طول قامة تختلف ولكنها عمومًا هي بحد أقصى 155 سم للإناث و162سم للذكور. ويفضل إطالة العظام الداخلية باستخدام المسامير القابلة للتمدد للتقليل من المضاعفات.

وهناك مجموعة متنوعة من عمليات الزرع متاحة لتحقيق الهدف المنشود منها مثبتات الأسلاك الخارجية الصغيرة " تقنيات الإطالة بالمسامير" والمسامير الداخلية القابلة للتمديد مثل الفيتبون أو ISKD .

 

 

وفي حالات التهابات المفاصل المتقدمة، حيث لا يكون من الممكن القيام بكسر أو بتر جزء من العظام أو إطالة الأطراف، يمكن إجراء عملية استبدال المفصل. وهذا ينطبق أكثر على الأشخاص المسنين. والنتائج ممتازة مع استعمال التصوير للاسترشاد، والحد الأدنى للفتح الجراحي والأجهزة عالية الانحناء للركبة.

 

وتود مجموعة جراحي أسيان أسامي أن تشكر الأستاذ ماوريتسيو كاتاغني لإلهامه ودعمه من أجل تطوير رابطة آسيان أسامي.

 

الأستاذ كاتاغني والأستاذ ساربجيت سينغ في ورشة عمل يليزاروف